Multilingual Illustrated DVD [Tutorial]

‏ومن الناحية البيولوجية، ‏"يبدأ النمو البشري عند الإخصاب"، ‏حين يقوم رجل وامرأة ‏بضم 23 من صِبْغِيَّاتهما ‏من خلال اتحاد الخلايا الإنجابية لديهما.

‏وعادة ما تسمى خلية المرأة الإنجابية "بويضة" ‏ولكن الاسم الصحيح هو الخَلِيَّةُ البَيضِيَّة.

‏وبنفس الطريقة، فإن خلية الرجل الإنجابية ‏تعرف على نطاق واسع باسم "الحيوان المنوي" ‏ولكن المصطلح المفضل هو النِطاف.

‏وفي إعقاب إطلاق الخَلِيَّةُ البَيضِيَّة من مبيض امرأة ما ‏في عملية تسمى الإِباضَة، ‏فإن الخَلِيَّةُ البَيضِيَّة والنطفة تلتصقان ‏بداخل أحد أنابيب الرحم، ‏التي غالباً ما يشار إليها بمصطلح قنوات فالوب.

‏وهذه القنوات تربط بين مبايض المرأة ‏ورحمها.

‏فتسمى المُضْغَة الناتجة ذات الخلية الواحدة لاقحة، ‏وهو مصطلح يعني "مرتبطان أو ملتصقان معاً".

‏وتمثل الصِبْغِيَّات الـ 46 في هذه اللاقحة ‏النسخة الأولى المتفردة ‏من المخطط الأولي الجيني الكامل للشخص الجديد. ‏وهذا المخطط الرئيسي يكمن ‏في جزيئات ملفوفة بإحكام تسمى الحمض النووي. ‏وهي تحتوي على التعليمات الخاصة بنمو ‏الجسم بأكمله.

‏وتشبه جزيئات الحمض النووي سلماً ملفوفاً ‏يعرف باسم الحلزون الثنائي. ‏وتتكون درجات السلم من جزئيات مزدوجة، ‏أو قواعد، تسمى الغوانين، ‏السيتوسين، الأدينين، الثيمين.

‏ولا يقترن الغوانين إلا مع السيتوسين، ‏والأدينين مع الثَّيمين. ‏وتحتوي كل خلية بشرية على ما يقرب من 3 مليار ‏من هذه الأزواج القاعدية.

‏ويحتوي الحامض النووي للخلية الواحدة على معلومات كثيرة جداً ‏لدرجة أنه لو تم التعبير عنها بكلمات مطبوعة، ‏مع إدراج الحرف الأول من كل قاعدة ‏فسوف يستلزم الأمر ما يزيد عن 1.5 مليون صفحة من النصوص!

‏وإذا تم فردها من الطرف إلى الطرف الآخر، ‏فإن طول الحامض النووي في خلية بشرية واحدة يبلغ 3 1/3 قدم ‏أو متر واحد.

‏وإذا تمكننا من فك كل الحامض النووي ‏في داخل المائة تريليون خلية في الإنسان البالغ، ‏فإنها ستمتد لمسافة تزيد عن 63 مليار ميل. ‏وهذه المسافة تصل من الأرض إلى الشمس والعودة ‏340 مرة.

‏وبعد ما يقرب من 24 إلى 30 ساعة بعد التخصيب، ‏تكمل اللاحقة أول عملية انقسام للخلايا. ‏ومن خلال عملية الانْقِسامٌ الفَتيلِيّ، ‏تنقسم الخلية إلى خليتين، والخليتان إلى أربعة، وهكذا.

‏وبعد ما بين 24 إلى 48 ساعة من بدء الإخصاب، ‏يمكن تأكيد الحمل عن طريق كشف هرمون ‏يسمى "معامل الحمل المبكر" في دم الأم.

‏وبنهاية 3 أو 4 يوم بعد الإخصاب، ‏تأخذ خلايا المُضْغَة المنقسمة شكلاً كروياً ‏ويُطْلق على المُضْغَة اسم التُوَيْتَة.

‏وبنهاية 4 أو 5 يوم يتكون تجويف بداخل هذه الكتلة من الخلايا ‏وتسمى المُضْغَة عندئذ باسم الكيسَةُ الأُرَيمِيَّة.

‏والخلايا بداخل هذه الكيسَةُ الأُرَيمِيَّة ‏تسمى كتلة الخلايا الداخلية ‏وتؤدي إلى ظهور الرأس، الجسد، وغيرها من البِنَى ‏ذات الأهمية الحيوية للإنسان النامي.

‏وتسمى الخلايا بداخل كتلة الخلايا الداخلية ‏خلايا جذعية مُضْغِيّة لأن لها القدرة ‏على تكوين كل نوع مما يزيد عن 200 نوع من الخلايا ‏الموجودة في جسم الإنسان.

‏وبعد انتقالها إلى أنبوب الرحم، ‏تقوم المُضْغَة المبكرة بطمر نفسها ‏في الجدار الداخلي لرحم الأم. ‏وهذه العملية، التي تسمى الانْغِراس، تبدأ بعد ستة أيام ‏وتنتهي بعد ما بين 10 إلى 12 يوماً من الإخصاب.

‏وتبدأ الخلايا من المُضْغة النامية في إنتاج هرمون ‏يسمى مُوَجِّهَةُ الغُدَدِ التّناسُلِيَّة المَشيمائيَّةُ البَشَرِيَّة ‏وهي المادة التي تكتشفها معظم اختبارات كشف الحمل.

‏ويوجه هرمون مُوَجِّهَةُ الغُدَدِ التّناسُلِيَّة المَشيمِائيَّةُ البَشَرِيَّة الهرمونات الأمومية ‏إلى تعطيل الدورة الشهرية الطبيعية، ‏مما يسمح للحمل بالاستمرار.

‏وفي أعقاب الانغراس، ‏فإن الخلايا الموجودة على محيط الكيسَةُ الأُرَيمِيَّة ‏تؤدي إلى ظهور جزء من بنية تسمى المشيمة، ‏وهذا الجزء يعمل كسطح بيني بين النظامين الدوريين ‏لدى الأم والمُضْغَة.

‏وتقوم المشيمة بنقل الأكسجين والمغذيات ‏والهرمونات والأدوية من الأم إلى الإنسان النامي؛ ‏وتتخلص من كافة المنتجات الفائضة؛ ‏وتحول دون اختلاط دم الأم ‏مع دم المضغة والجنين.

‏كما تنتج المشيمة الهرمونات ‏وتحافظ على درجة حرارة جسم المضغة والجنين ‏أعلى قليلاً من درجة حرارة جسم الأم.

‏وتتصل المشيمة مع الإنسان النامي ‏من خلال أوعية الحبل السُرِّيّ.

‏وتشبه قدرات دعم الحياة في المشيمة تلك القدرات ‏الموجودة في وحدات العناية المركزة في المستشفيات الحديثة.

‏وبنهاية 1 أسبوع، ‏تُكَوِّن الخلايا في كتلة الخلايا الداخلية ‏طبقتين تسميان ‏الأُرَيمَةُ التحتانيَّة ‏والأَديمُ الظَّاهِر.

‏الأُرَيمَةُ التحتانيَّة تؤدي إلى ظهور ‏الكيسُ المُحِّيّ، ‏وهو أحد البنى التي تنقل الأم من خلالها ‏المغذيات ‏إلى الجنين في مراحله الأولى.

‏والخلايا من الأَديمُ الظَّاهِر تُكَوِّن ‏غشاءً يسمى السَّلَى، ‏والذي تتطور في داخله المضغة ‏ثم الجنين بعد ذلك ‏حتى الولادة.

‏وبنهاية حوالي أسبوعين ونصف، ‏يكون الأَديمُ الظَّاهِر قد كَوّن ‏ثلاثة أنسجة متخصصة، ‏أو طبقات جرثومية، ‏تسمى الأَديمُ الظَّاهِر (إيكتوديرم)، ‏الأَديمُ الباطِن (إندوديرم)، ‏الأَديمُ المُتَوَسِّط (ميسوديرم).

‏ويؤدي الإيكتوديرم إلى ‏ظهور بِنَى متعددة ‏بما في ذلك المخ، ‏الحبل الشوكي، ‏الأعصاب، ‏الجلد، ‏الأظافر، ‏والشعر.

‏وينتج الإيندوديرم بطانة الجهاز التنفسي ‏والقناة الهضمية، ‏ويولد أجزاء من الأعضاء الرئيسية ‏مثل الكبد ‏والبنكرياس.

‏في حين يُكَوِّن الميسوديرم القلب، ‏الكليتين، ‏العظام، ‏الغضروف، ‏العضلات، ‏خلايا الدم، ‏وغير هذا من البِنَى.

‏وبنهاية 3 أسبوع ‏ينقسم المخ إلى ثلاثة أجزاء أولية ‏تسمى الدِّماغُ المُقَدَّم، ‏الدِّماغُ المُتَوَسِّط، ‏الدِّماغُ المُؤَخَّر.

‏ويكون أيضاً تطور النظامين التنفسي والهضمي ‏قيد الإعداد.

‏وعند ظهور أول خلايا الدم ‏في الكيس المُحِّيّ، ‏تتكون الأوعية الدموية ‏في جميع أجزاء المضغة، ‏ويبرز القلب الأنبوبي.

‏وبعد ذلك مباشرة تقريباً، ‏يتكشف القلب الذي ينمو بسرعة ‏على نفسه ‏كغرف منفصلة ‏ويبدأ في التطور.

‏ويبدأ القلب في النبض ‏بنهاية 3 أسبوع ويوم ‏بعد الإخصاب.

‏والجهاز الدوري هو أول أجهزة الجسم، ‏أو مجموعة من الأعضاء المرتبطة، ‏التي تقوم بوظائفها.

‏وبين 3 و4 أسبوع، ‏يظهر مخطط الجسم ‏كالمخ، ‏الحبل الشوكي، ‏وقلب المضغة ‏وتكون سهلة في تحديدها ‏على جانب الكيسُ المُحِّيّ.

‏ويؤدي النمو السريع إلى ثني ‏المضغة المنبسطة نسبياً. ‏وهذه العملية تُدْخِل ‏جزءاً من الكيس المُحِّيّ ‏في تبطين ‏الجهاز الهضمي ‏وتُكَوِّن الصدر ‏وتجويفات البطن ‏في الإنسان النامي.